العدد الخامس والعشرون، تتناول الدراسة أهمية الهيدروجين الأخضر كحل مستدام للطاقة، مسلطة الضوء على دوره في الحد من الانبعاثات الكربونية في القطاعات الصناعية الثقيلة، مثل الفولاذ والإسمنت والكيماويات، التي تعد من أكبر المصادر العالمية لانبعاثات الغازات الدفيئة. وتشير إلى أن التطورات التكنولوجية في الطاقة المتجددة، مثل التحليل الكهربائي باستخدام مصادر نظيفة كالشمس والرياح، أدت إلى خفض تكاليف إنتاج الهيدروجين الأخضر، مما جعله خيارًا اقتصاديًا أكثر جاذبية مقارنة بالبدائل التقليدية.تبحث الدراسة أيضًا في المبادرات الدولية الداعمة لهذا التحول، ومن أبرزها "الممرات الخضراء"، وهي مشروعات تهدف إلى تقليل الانبعاثات الكربونية في النقل البحري والشحن، وذلك عبر استخدام السفن التي تعمل بالهيدروجين الأخضر أو الأمونيا الخضراء.
كما تتناول السياسات التنظيمية العالمية، مثل فرض ضرائب على الكربون وتقديم حوافز مالية لتبني التقنيات النظيفة، إضافة إلى برامج التخلص التدريجي من السفن العاملة بالوقود الأحفوري، والتي تسهم في تسريع الانتقال نحو طاقة نظيفة ومستدامة.
كما تسلط الدراسة الضوء على التكامل بين الهيدروجين الأخضر وأهداف التنمية المستدامة، حيث يمكن أن يساهم في تعزيز أمن الطاقة العالمي، وتوفير مصادر طاقة نظيفة بأسعار معقولة، وتحفيز الابتكار والنمو الاقتصادي المستدام. وتشير إلى أن الدول التي تستثمر في إنتاج الهيدروجين الأخضر وتطوير بنيته التحتية يمكن أن تعزز مكانتها في الأسواق العالمية، خاصة مع تزايد الطلب على حلول الطاقة منخفضة الكربون.
وفي الختام، تؤكد الدراسة على ضرورة تكثيف الجهود البحثية والاستثمارية في هذا المجال، مشيرة إلى أهمية التعاون بين الحكومات والقطاع الخاص والمؤسسات البحثية لتسريع تطوير تقنيات إنتاج وتخزين ونقل الهيدروجين الأخضر. كما تدعو إلى وضع سياسات واضحة لدعم هذا التحول وتعزيز الاستثمارات، بما يضمن تحقيق الأهداف البيئية والاقتصادية العالمية في إطار التحول نحو اقتصاد منخفض الكربون يعتمد على الهيدروجين الأخضر كطاقة المستقبل​