احتفلت دولة الإمارات العربية المتحدة في الثاني من ديسمبر من عام 2021 باليوبيل الذهبي لقيام اتحادها. الذي تأسس في عام 1971، محققاً في نصف قرن من الزمان إنجازات عديدة في مختلف المجالات، ومقدماً نموذجاً لاتحاد ناجح في محيط عربي وشرق أوسطي يموج بالتحديات، وهي التحديات ذاتها التي وقفت حجر عثرة أمام نجاح العديد من تجارب الاتحاد الأخرى بالمنطقة على مدى عقود سابقة وأخرى لاحقة.
وقدمت دولة الإمارات، على مدى الخمسين عاماً الأولى نموذجاً يحتذى به في كيفية استغلال مواردها في بناء نموذج تنموي قوي، وضعها ضمن أهم الاقتصادات الصاعدة بقوة في المنطقة، وبين مراكز المال والأعمال للتمويل والتجارة والسياحة، العالمية والإقليمية، وهو ما يرجع بالأساس إلى السياسات الاقتصادية التي انتهجتها القيادة الإماراتية على مدار السنوات الماضية.
وكانت القوة الكبيرة التي اكتسبتها دولة الإمارات العربية المتحدة على المستوى الداخلي، عاملاً لاحتلالها مكانة متميزة على الساحة الدولية، وقد عزز من تلك المكانة امتلاك الدولة لمقومات الدبلوماسية الخارجية الإماراتية منذ قيام الاتحاد في عام 1971، من أهمها: العمل من أجل السلام والاستقرار على الساحتين الإقليمية والدولية، ودعم التعايش والحوار والتسامح بين الشعوب والحضارات، والدفاع عن القضايا والإسلامية، والاحترام المتبادل.
وفي إطار تسليط الضوء على التجربة الاتحادية لدولة الإمارات ومنجزاتها، يأتي هذا الكتاب، الذي يحتوي على ثلاثة فصول. يتتبع الفصل الأول، تجربة اتحاد دولة الامارات خلال الخمسين عاماً الماضية، وما حققته هذه التجربة من نجاحات على مستوى المحددات والمنطلقات والمبادئ ودوائر التحرك والأدوات، إضافة إلى الإنجازات والنجاحات. ويستعرض الفصل الثالث، من الكتاب، مسيرة التنمية المستدامة، كما يحلل هذا الفصل تطور مؤشرات الاقتصاد الكلي ومحركات النمو والتنمية المستدامة في دولة الإمارات.