تعتبر استضافة مدينة دبي معرض "إكسبو 2020"، للمرة الأولى في منطقة الشرق الأوسط وأفريقيا وجنوب آسيا، حدثاً فريداً في حد ذاته، فقد تم اختيار دبي لتستضيف " إكسبو 2020، في اجتماع الجمعية العامة للمكتب الدولي للمعارض، بتاريخ 27 نوفمبر 2013، بعد منافسة خاضتها دولة الإمارات طوال ثلاث جولات تصويتية، في مواجهة كل من البرازيل وروسيا وتركيا.
وقد انطلقت جهود دولة الإمارات لاستضافة فعاليات "إكسبو 2020"، من الإدراك الواعي بأهمية الفعاليات الدولية الضخمة، باعتبارها ركيزة مهمة في الاستراتيجيات التنموية، ولوعيها بدور هذه الفعاليات في تعزيز المكانة الدولية وتنويع مصادر الدخل، إذا أحسن استغلالها، وبذلك فإن هذا المعرض الدولي يعد نموذجاً جديداً لقصص نجاح الإمارات وتوظيفها الأدوات الثقافية في تعزيز قوتها الناعمة في العالم.
في هذا السياق، يأتي هذا الكتاب الذي يتناول تجربة معرض "إكسبو 2020 دبي" وعوائده السياسية والاقتصادية والتنموية والثقافية على دولة الإمارات، وذلك في أربعة فصول. يتناول الفصل الأول، دور معرض "إكسبو 2020 دبي" في تعزيز القوة الناعمة لدولة الإمارات، باعتباره حدثاً عالمياً ضخماً، وقدم الفصل الثاني، رؤية شاملة عن معرض "إكسبو دبي"، من حيث الموضوعات الرئيسية التي تناولها، والتي تشمل الاستدامة والتنقل والفرص، واستعراض التحول المتوقع أن يحدثه المعرض في هذه القضايا، في المستقبل، من خلال التكنولوجيا والابتكارات التي تم تقديمها خلال فعاليات المعرض.
ويستعرض الفصل الثالث، أبرز الآثار الاقتصادية الناشئة عن تنظيم معارض إكسبو، مع التركيز على الآثار المباشرة الواقعية لتنظيم معرض " إكسبو دبي" على اقتصاد دولة الإمارات، وتلك التي يتوقع أن يحققها اقتصاد الإمارات في الأجل الطويل من تنظيم المعرض، كما يناقش هذا الفصل سبل استغلال البنية التحتية لإكسبو دبي بعد انقضاء الحدث، والآثار المحتملة لذلك على التنمية الاقتصادية في دولة الإمارات.
أما الفصل الرابع، فيستعرض التجربة التي قدمها " إكسبو دبي" على مستوى التنظيم وكذلك إدارة الاتصال والتسويق، لاسيما باستخدام المنصات الرقمية وتقنيات الذكاء وتطبيقات الواقع الافتراضي، وغيرها من الأدوات التي عززت الوجود الرقمي للمعرض، ومنحت امتدادات زمنية ومكانية لفعالياته حققت إضافة نوعية لتلك الدورة، كما يناقش هذا الفصل الاستراتيجيات التسويقية المبتكرة التي اتبعها معرض إكسبو دبي وأثرها في نباء تجربة رقمية مميزة.